بَشَّارُ الأَسَد هُوَ رَئِيسُ الجُمْهُورِيَّةِ العَرَبِيَّةِ السُّورِيَّةِ مُنذُ عَامِ 2000. وُلِدَ فِي 11 سِبْتَمْبَرَ 1965 فِي دِمَشْقَ، وَهُوَ اِبْنُ حَافِظِ الأَسَدِ الَّذِي حَكَمَ سُورِيَا سَابِقًا. تَخَرَّجَ كَطَبِيبٍ عُيُونٍ وَانْتَقَلَ إِلَى السِّياسَةِ بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ. يَتَزَعَّمُ الحِزْبَ الحَاكِمَ "البَعْث" وَيُعتَبَرُ قَائِداً مُثْقِلاً بِالجَدَلِ فِي العَالَمِ العَرَبِيِّ وَالدَّوَلِيِّ.

وُلِدَ بَشَّارُ الأَسَد فِي 11 سِبْتَمْبَرَ 1965 فِي مَدِينَةِ دِمَشْقَ بِسُورِيَا. تَلَقَّى تَعْلِيمَهُ الأَوَّلِيَّ فِي المَدَارِسِ السُّورِيَّةِ، ثُمَّ سَافَرَ إِلَى لَنْدَن لِدِرَاسَةِ الطِّبِّ فِي جَامِعَةِ لَنْدَن، وَتَخَصَّصَ فِي عِلْمِ العُيُونِ قَبْلَ أَن يَعُودَ إِلَى سُورِيَا نِهَايَةَ تِسْعِينَاتِ القَرْنِ المَاضِي.

أَصْبَحَ بَشَّارُ الأَسَد رَئِيسًا لِسُورِيَا بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ حَافِظُ الأَسَد فِي حُزِيرَانَ 2000. كَانَتِ الخَطَّةُ الأَصْلِيَّةُ أَن يَخْلُفَ أَخُوهُ البَاسِلُ، لَكِنْ بِوَفَاتِهِ فِي حَادِثِ سَيَّارَةٍ، تَمَّ تَرْقِيَةُ بَشَّارِ سَرِيعاً. خَاضَ اِنتِخَابَاتٍ شَعْبِيَّةٍ وَرَئِيسِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ مُنْذُ ذَلِكَ الحِينِ، غَالِبًا بِنِسَبٍ عَالِيَةٍ.

قَادَ بَشَّارُ الأَسَد الحُكُومَةَ السُّورِيَّةِ ضِدَّ المُعَارَضَةِ المُسَلَّحَةِ مُنْذُ اِنْطِلاقِ الحَرْبِ الأَهْلِيَّةِ فِي 2011. رَفَضَ خِطَابَاتِ الاِنتِفَاضَاتِ العَرَبِيَّةِ وَشَنَّ هَجَمَاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ مَوسِعَةٍ لِقَمْعِ المُظَاهَرَاتِ. أَدَّى دَوْرُهُ إِلَى تَصْعِيدٍ كَبِيرٍ فِي العُنْفِ، مَعَ دَعْمٍ مِنْ حُلَفَاءٍ مِثْلَ رُوسْيَا وَإِيرَانَ، وَتَسَبَّبَ فِي مَأسَاةٍ إِنْسَانِيَّةٍ كَبِيرَةٍ بِمَا فِيهِ تَهْجِيرٌ وَوَفَيَاتٌ.

يَتَمَتَّعُ بَشَّارُ الأَسَد بِعَلاقَاتٍ وَثِيقَةٍ مَعَ دُوَلٍ مِثْلَ رُوسْيَا وَإِيرَانَ، الَّتِي قَدَّمَتْ دَعْمًا عَسْكَرِيًّا وَاسِعًا لِحُكُومَتِهِ أَثْنَاءَ الحَرْبِ. مِنْ جَانِبٍ آخَرَ، تَعَرَّضَ لِفَرْضِ عَقُوبَاتٍ مِنَ الوِلاَيَاتِ المُتَّحِدَةِ وَالاتِّحَادِ الأُورُوبِيِّ وَدُوَلٍ خَلِيجِيَّةٍ لِاتِّهَامَاتٍ بِانْتِهَاكِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ. بَدَأَتْ بَعْضُ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ بِإِعَادَةِ تَوَاصُلٍ مَعَهُ مُؤَخَّرًا.

أَثَارَتْ أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ حَولَ وَضْعِهِ الصِحِّيِّ، مَعَ تَقَارِيرَ عَنْ مُشْكِلَاتٍ خَفِيَّةٍ مِثْلَ السَّرَطَانِ أَوْ مَرضِ القَلْبِ. لَكِنْ لَمْ تُؤَكَّدْ ذَلِكَ رَسْمِيًّا، وَيَظْهَرُ عَلَى المُرُوْءَةِ فِي مُحَافِلٍ عَامَّةٍ. تَقُومُ فِرَقٌ طِبِّيَّةٌ مُتَخَصِّصَةٌ بِرِعَايَتِهِ، وَيَتَنَاقَلُ الخُبَرَاءُ أَنَّهُ يَخْضَعُ لِفَحْصَاتٍ دَوْرِيَّةٍ فِي مُسْتَشْفَيَاتٍ أُورُوبِيَّةٍ.

تَرَكَّزَت سِيَاسَاتُهُ الاِقْتِصَادِيَّةِ عَلَى تَحْوِيلِ سُورِيَا إِلَى اِقْتِصَادٍ أَكْثَرَ اِنْفِتَاحًا قَبْلَ الحَرْبِ، مَعَ إِصْلاَحَاتٍ فِي القِطَاعَيْنِ الزِرَاعِيِّ وَالصِنَاعِيِّ. بَعْدَ 2011، تَأَثَّرَ الاِقْتِصَادُ بِالشَدِيدِ بِسَبَبِ الحَرْبِ وَالعَقُوبَاتِ، مُؤَدِّيًا إِلَى تَضَخُّمٍ مُرْهِقٍ وَاِنْهِيَارٍ فِي البُنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ. حَالِيًا، يُرَكِّزُ عَلَى إِعَادَةِ الإِعْمَارِ بِدَعْمٍ مِنْ حُلَفَاءٍ.

تُعَدُّ أُسْرَةُ الأَسَد سُلْطَةً مَرْكَزِيَّةً فِي سُورِيَا مُنْذُ أَصْبَحَ حَافِظُ الأَسَد رَئِيسًا فِي 1970. يُحَاطُ بِشَّارُ بِأَفْرَادٍ مِثْلَ أَخِيهِ مَاهِرِ (قَائِدٍ عَسْكَرِيٍّ) وَزَوْجَتِهِ أَسْمَاءَ (مُهَتمَّةٌ بِالعَمَلِ الخَيْرِيِّ). يَتَنَاقَلُ أَنَّ الأُسْرَةَ تَحْتَكِرُ مَوَاقِعَ القُوَّةِ فِي الجَيْشِ وَالحُكُومَةِ، مَعَ اِتِّهَامَاتٍ بِالفَسَادِ وَالسُّلْطَوِيَّةِ.

تُوجَّهُ لِبَشَّارِ الأَسَد اِتِّهَامَاتٌ كَثِيرَةٌ بِجَرَائِمِ حَرْبٍ، أَهمُّهَا التَّسَبُّبُ فِي مَوْتِ آلافِ المُدَنِيِّينَ عَن طَرِيقِ هَجَمَاتٍ جَوِّيَّةٍ وَكِيمِيَائِيَّةٍ، كَمَا فِي حَادِثَةِ الغُوطَةِ 2013. يُدَّعَى أَنَّهُ أَمَرَ بِحَمَلَاتِ تَعْذِيبٍ وَقَصْفٍ لِمَنَاطِقَ سَكَنِيَّةٍ. تَحْقِيقَاتٌ دَوَلِيَّةٌ مِثْلَ مُنَظَّمَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ تَدْعُو لِمُحَاكَمَتِهِ، لَكِنَّهُ يَنْفِي ذَلِكَ وَيَرَى أَنَّهُ يُدَافِعُ عَنِ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ.

يَختَلِفُ الرَّأْيُ حَولَهُ: فِي بَعْضِ المَنَاطِقِ الخَاضِعَةِ لِسَيْطَرَةِ الحُكُومَةِ، يُدْعَمُ كَرَمْزٍ لِلمُقَاوَمَةِ ضِدَّ الإِرْهَابِ. أَمَّا فِي مَنَاطِقِ المُعَارَضَةِ، فَيُنْظَرُ إِلَيْهِ كَطَاغُوتٍ قَاتِلٍ. اِسْتِطْلاَعَاتٌ رَأْيٍ تَظْهَرُ انْقِسَاماً شَدِيداً، مَعَ أَقْلِيةٍ تَدْعَمُهُ وَأَكْثَرِيَّةٍ تَطْلُبُ تَغْيِيرَهُ، لَكِنَّ المَشْهَدَ السِّياسِيَّ مَحْكُومٌ بِالقَمْعِ.

بِعْدَ تَثْبِيتِ سَيْطَرَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ عَلَى جُزْءٍ كَبِيرٍ مِن سُورِيَا، يُتَوَقَّعُ أَن يَبْقَى بَشَّارُ الأَسَد فِي الحُكْمِ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. تُرَكِّزُ سِيَاسَاتُهُ الحَالِيَّةُ عَلَى إِعَادَةِ الإِعْمَارِ وَتَقْوِيةِ العَلاقَاتِ مَعَ دُوَلٍ خَلِيجِيَّةٍ. تَظَلُّ تَحْدِيَاتٌ كَالعَقُوبَاتِ وَتَأَثِيرَاتِ الحَرْبِ، وَيَنَاقُلُ المُحَلِّلُونَ سِينَارِيوْهَاتٍ مِثْلَ تَرْكِهِ السُّلْطَةَ لِزَوْجَتِهِ أَو أَحَدِ أَبْنَائِهِ فِي المُستَقْبَلِ.

يُعَدُّ دَوْرُهُ مِحْوَرِيًّا فِي المَنطَقَةِ، حَيْثُ يُحَاوِلُ صِيَانَةِ حُكْمِهِ ضِدَّ تَدَخُّلاتٍ خَارِجِيَّةٍ. يَتَحَالَفُ مَعَ إِيرَانَ وَحِزْبِ اللهِ لِمُقَاوَمَةِ إِسْرَائِيلَ وَتَنَظِيمَاتٍ إِرْهَابِيَّةٍ. في مُقَابِلِ ذَلِكَ، يُعَاقَبُ بِعَقُوبَاتٍ تُؤَثِّرُ عَلَى الاِستِقْرَارِ الإقْلِيمِيِّ. يَرَى نُقَّادٌ أَنَّهُ يُزَوِّدُ الإِرْهَابَ بِفُرَصٍ، بَيْنَمَا يُؤَكِّدُ أَنَّهُ يَحمِي سُورِيَا مِنَ الاِنْهِيَارِ.

لَدَيْهِ ثَلَاثَةُ أَطْفَالٍ: الأَكْبَرُ حَافِظُ (وُلِدَ 2001) وَزَيْنُ (وُلِدَتْ 2003) وَكَرِيمُ (وُلِدَ 2004). تُدِيرُ زَوْجَتُهُ أَسْمَاءُ حَيَاتَهم العَائِلِيَّةَ، مَعَ حِرْصٍ عَلَى الخُصُوصِيَّةِ. يَتَرَبَّوْنَ فِي دِمَشْقَ، وَيَظْهَرُونَ نَادِرًا فِي مَنْاسَبَاتٍ رَسْمِيَّةٍ، مَعَ تَوَارٍدِ أَنْبَاءٍ عَنْ خُطَطٍ لِتَرْبِيَتِهِم لِمَنَاصِبٍ سِيَاسِيَّةٍ مُسْتَقْبَلًا.

لم يكن لديه خلفية عسكرية قوية قبل الرئاسة، إذ قضى معظم شبابه في الدراسة الطبية. تولى منصب القائد العام للجيش بعد رئاسته، معتمدًا على حرس القديم وأقربائه في الشؤون العسكرية.

نعم، بشار الأسد متزوج من أسماء الأسد (née أسماء الأخرس)، التي ولدت في بريطانيا وعملت في مجال التمويل. تزوجا عام 2000 وأصبحت شخصية عامة تدعم أنشطة النظام.

قاد بشار الأسد النظام السوري خلال الحرب التي اندلعت عام 2011. اتهمته المعارضة بانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة العسكرية لقمع الاحتجاجات، ما أدى إلى نزاع طويل أودى بحياة مئات الآلاف.

أصبح بشار الأسد رئيسًا لسوريا في 17 يوليو 2000، بعد وفاة والده. تم انتخابه بنسبة كبيرة في استفتاء رئاسي، حيث كان المرشح الوحيد عمليًا.